المصحف بالمصحف على الرسم العثماني .. و بعد أن نسخ المسلمون المصحف الذي سمي المصحف الجامع .. جاء كل واحد بمصحفه الذي وضع به شروحاته ليحرقه حتى يكون هناك مصحف واحد بحرف واحد و أعاد عثمان رضي الله المصحف الأصلي إلى السيدة حفصة مرة أخرى .. و بدأوا نسخ مصاحف إلى الأمصار من هذا المصحف الجامع .. و هذا كل ماحدث أيها القس .. و من هذا يتضح لنا صدق الله تعالى حين قال عن القرآن "وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ. لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ" .. و حين قال "إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُون" َ .. و هذا ما حدث بالفعل .. فلم يختلط شيئ باطل بالقرآن كأسباب النزول أو معاني الكلمات أو أي شيئ آخر .. و بقي القرآن قرآنا واحدا حتى و إن كان هناك بعض المصاحف الموجودة تختلف في رسم الكلمات أو حتى النطق إلا أن معنى الكلمة بقي واحدا .. و هذا ما وعد الله به و صدق الله تعالى .. قرآن به نفس عدد الآيات و نفس معاني الكلمات حتى و إن اختلف رسم الكلمة فما هو الفرق بين "السموات" و "السماوات" .. بالتأكيد لا فرق!
- مرة ثانية .. ايها القس .. إن القرآن الذي أنزله الله على عبده و نبيه محمد بن عبد الله .. موجود الآن بين أيدينا .. يتكون من 114 سورة .. هي الموجودة في كل المصاحف .. و قد حاولتم التشكيك في ذلك و لكن هيهات أن ينطح الذباب جبلا شامخا
- إن القرآن الذي أنزله الله على عبده محمد بن عبد الله .. والموجود الآن بين أيدينا .. يتكون من عدد من الآيات "6236 آية".. هي الموجودة في كل المصاحف على وجه الأرض إلى الآن.
ايها القس اليوم ليس كما هو حال الأناجيل لا تجد 280 قرآنا مختلفين في المحتويات و الأعداد و المفهوم كما نجد ذلك العدد من الأناجيل اليوم المختلفة في كل شيئ؟ .. و كما تقول الموسوعة الكتابية أن هناك نحو 280 انجيل .. بل و حتى هذا اليوم يكتشف العالم يوميا و جود أناجيل جديدة مكتوبة و بالطبع ترفضها الكنيسة .. و ما مخطوطات نجع حمادي منكم ببعيد و التي وجد بها أناجيل جديدة لم تعترفوا بها .. و حقيقة ايها القس لا أدري كيف تقنعوا شعب الكنيسة بأن هذه الأناجيل المكتشفة حديثا أناجيل كاذبة .. و أن السبع و عشرين كتابا الذين اعترف بهم مجمع نيقية هم فقط الصواب؟ .. لقد أفلح الخليفة الراشد عثمان رضي الله عنه بإذن الله في جمع الأمة على رسم واحد لحروف القرآن لأنه أراد الحق و ليفعل مشيئة الله .. و فشل قسطنطين الوثني و معه مساعديه في مجمع نيقية في جعل الإنجيل لأنهم أرادوا الباطل و تحروه و ذلك مع حرقهم لباقي الاناجيل بل و قتلهم و تشريدهم لكل المعترضين على ما فعلوه .. تصديقا لقول دانيال النبي عن ما سيفعله قسطنطين بالمؤمنين و تغييره لدينهم و أعيادهم في سفر دانيال الذي يقول "وعن الآخر الذي طلع فسقطت قدامه ثلاثة وهذا القرن له عيون وفم متكلم بعظائم ومنظره أشد من رفقائه. وكنت أنظر واذا هذا القرن يحارب القديسين فغلبهم حتى جاء القديم الأيام وأعطي الدين لقديسي العلي وبلغ الوقت فامتلك القديسون المملكة. فقال هكذا: أما الحيوان الرابع فتكون مملكة رابعة على الأرض مخالفة لسائر الممالك فتأكل الأرض كلها وتدوسها وتسحقها. والقرون العشرة من هذه المملكة هي عشرة ملوك يقومون ويقوم بعدهم آخر وهو مخالف الأولين ويذل ثلاثة ملوك. و يتكلم بكلام ضد العلي ويبلي قديسي العلي ويظن انه يغير الأوقات (الأعياد) والشريعة Lawويسلمون ليده إلى زمان وأزمنة ونصف زمان (إلى زمان وزمانين ونصف زمان في النسخ القياسية وبعض النسخ العربية) فيجلس الدين وينـزعون عنه سلطانه ليفنوا ويبيدوا إلى المنتهى. والمملكة والسلطان وعظمة المملكة تحت كل السماء تعطى لشعب قديسي العلي "الله" ملكوته ملكوت أبدي وجميع السلاطين إياه يعبدون ويطيعون إلى هنا نهاية الأمر" سفر دانيال الاصحاح التاسع
و تعالوا معا لنعرف من هو هذا الملك الروماني صاحب الإفك العظيم على الله عزّ وجل ّ.. والذي تحدثت عنه البشارة أعلاه و صفاته تتلخص فيما يلي:
- أنه من ملوك الروم.
- أنه سيأتي بعد عشرة ملوك سابقين عليه.
- أن سياسته ستكون مخالفة للعشرة ملوك الذين سبقوه.
- أنه سيغلب ثلاثة ملوك.
- أنه سيحارب المؤمنين ويبتلون به.
- و أنه سيُغيّر أعيادهم .
- و أنّه سيُغير دين المؤمنين وشريعتهم .. وقد ذكر الدين باسم الشريعة Law
- أنّه ذكي وداهية فالقرن الذي يمثله يتميز بأن له لسان وعيون.
- أنّه سيتكلم بكلام عظيم ضد الله عزوجلّ.
- أنّ حكمه سيستمر لمدة ثلاثة أحقاب زمنية ونصف إلى أن تقوم مملكة الله فتنتزع الأرض المباركة من حكمه .. إنه قسطنطين بلا شك.. إن المملكة الرابعة هي مملكة الرومان بلا شك .. فما بقي إلاّ أن نبحث في التاريخ الروماني عن عشرة ملوك تبعهم ملك يختلف عنهم ويحمل المواصفات المذكورة أعلاه.
- تذكر كتب التاريخ أسماء العشرة الأباطرة الذين قاموا بتعذيب اتباع المسيح عليه السلام واضطهادهم وهم: نيرون ودوميشان وتراجان واوريلياس وسيبتيمياس سويسرس ومكسيمن وديسيوس وفالريان وأوريليان وديوكليتيان.
- وهنا نستدل بقول أحد النصارى وهو ناشد حنا فـي كتابـه دانيال آية آية الطبعة الثانية ص 53: "ثم في أيام الأباطرة العشرة الذين اضطهدوا المسيحيين اضطهاداً مريراً" .. والإشارة إلى هؤلاء العشرة أباطرة الذين حكموا الأرض المباركة مناسبة هنا لموضوع البشارة الذي يستعرض تعاقب الممالك والملوك الظلمة السابقين لمجيء مملكة الله لحكم الأرض المباركة.
- وقد جاء بعد هؤلاء الأباطرة العشرة قسطنطينُ (305 -337 م) كحاكم بسياسة مختلفة تماماَ عن سابقيه فبدلاَ من مواصلة الحرب على النصرانية .. سعى إلى مزجها بالوثنيات أيام عصره وتوحيدها في دين واحد تتبناه الدولة .. توحيداً وتثبيتاً لها كما يذكر المؤرخون .. وقسطنطين هو الذي حارب ثلاثة ملوك .. فقد كان للإمبراطورية حاكم أو إمبراطور واحد حتى عهد قسطنطين حيث أصبحت الإمبراطورية الرومانية للمرة الأولي بتاريخها تحت حكم أربعة أباطرة .. كل منهم على جزء مستقل .. وجاء قسطنطين إلى الحكم عام 305 م ليجد أمامه ثلاثة أباطرة آخرين هم فاليريوس ليسنيوس Valarius Licinius وماكسيمن دانا Maximin Dana في الجزء الشرقي من الإمبراطورية وماكسنتيوسMaxentius بجانبه في الجزء الغربي من الإمبراطورية.
- اتفق قسطنطين مع ليسنيوس Licinius الذي صاهره وزوّجه أخته قسطنطينه Constantia وارتبط معه بحلف في ميلانوعام 313م قبل معركة الأخير مع خصمه ومنافسه بالشرق ماكسيمن دانا Maximin Dana فقضى قسطنطين على ماكسنتيوس الذي ينازعه حكم الجزء الغربي في معركة جسر ميلفيان (Milvian Bridge) عام 312 م . ثم ساعد صهره ليسنيوس (Licinius) في التخلص من خصمه ماكسيمن دانا في السنة التالية ثم تواجه مع ليسنيوس نفسه بعد ذلك في سلسلة من الحروب بدءاً من عام 313 حتى غلبه عام 323 م باستسلام ليسنيوس ومعه ثلاثين ألفاً شريطة الحفاظ على حياته إلا أنّ قسطنطين غدر به بعد ستة أشهر من استسلامه وقتله عام 324 م واسترق ابنه الذي كان يوما من الأيام متوجاً مع ابن قسطنطين كخلفاء للأباطرة ( قياصرة) .. فقضى قسطنطين بذلك على ثلاثة أباطرة.
- وكان وثنياَ يؤمن بعبادة الشمس وأنها الإله الأوحد وملأ بشعار ديانته الوثنية هذه كل شعارات الدولة وأعلامها وعملتها ونصب لها التماثيل في كل ناحية وتصرف طيلة عمره كله كرئيس كهنة ديانة عبادة الشمس وسمي عهده بعصر إمبراطورية الشمس و من الثابت أنه لم يعمد كمسيحي إلا عند احتضاره عام 337.
- وقد سعى قسطنطين بمكر إلى خلط الأديان وتقريبها وتوحيدها لتكون للدولة ديانة واحدة متجانسة ومتعايشة ويذكر هنا أن قضية الإيمان لدى قسطنطين هي باختصار قضية سياسية وأي إيمان سيدعم هدف الوحدة فسيُعامل بتلطف وإذ يبني قسطنطين كنيسة في ناحية من المدينة ينصب صنماَ لمعبودهم الأم سيبيل وآخر للشمس المعبودة في نواحي أخرى من المدينة كما صنع بالقسطنطينية عند افتتاحها عام 330 م ( أي بعد مجمع نيقية بسنوات)