السبت، 3 مايو 2008

أدلة النصارى على ألوهية المسيح

أدلة النصارى على ألوهية المسيح


تؤمن الفرق النصرانية- رغم اختلافها في طبيعة المسيح - تؤمن بأن المسيح إله متجسد، وتؤيد دعواها بعشرات النصوص التي وردت في العهد الجديد أو القديم، وتتحدث عن إلهيته، منها النصوص التي سمته رباً وإلهاً أو ابناً لله، ومنها النصوص التي أفادت أن فيه حلولاً إلهياً، ومنها النصوص التي أضافت خلق المخلوقات إليه ثم ما ظهر على يديه من معجزات إلهية كإخباره ببعض الغيب وإحيائه الموتى

ملاحظات عامة


وتفحص المحققون أدلة النصارى، وسجلوا ملاحظات هامة في هذا الباب، منها:
- أنه لا يوجد نص واحد في الكتاب المقدس يصرح فيه المسيح بألوهيته أو يطلب من الناس عبادته، وفي هذا الصدد يتحدى ديدات كبير قساوسة السويد قائلاً: «أضع رأسي تحت مقصلة لو أطلعتموني على نص واحد قال فيه عيسى عن نفسه: أنا إله. أو قال: اعبدوني» .
والقس فندر يقول في كتابه «مفتاح الأسرار» مبرراً عدم تصريح المسيح بألوهيته في العهد الجديد: «ما كان أحد يقدر على فهم هذه العلاقة والوحدانية قبل قيامه وعروجه…فلو قال صراحة لفهموا أنه إله بحسب الجسم الإنساني…إن كبار ملة اليهود أرادوا أن يأخذوه ويرجموه، والحال أنه ما كان بيّن ألوهيته بين أيديهم إلا عن طريق الألغاز» .
والخوف من اليهود لا يقبل نسبته للإله أو حتى للمسيح الذي رأيناه يواجه اليهود مرراً فيقول: «ا
لويل لكم أيها والفريسيون المراؤون…أيها العميان…لأنكم تشبهون القبور المكلسة، أيها الحيات والأفاعي كيف تهربون من دينونة جهنم» «متى 23/13-34» ، فكيف له بعد ذلك أن يغمض على البشرية في إظهار حقيقته، ففي ذلك إضلال وتلبيس.
- ثم إن أقوى ما يتعلق به النصارى من الدليل لا يوجد إلا في إنجيل يوحنا ورسائل بولس، بينما تخلو الأناجيل الثلاثة من دليل واضح ينهض في إثبات ألوهية المسيح.
بل إن خلو هذه الأناجيل عن الدليل المفقود هو الذي دفع يوحنا – أو كاتب يوحنا - لكتابة إنجيل عن لاهوت المسيح، فكتب ما لم يكتبه الآخرون، وجاءت كتابته مشبعة بالغموض والفلسفة الغريبة عن بيئة المسيح البسيطة التي صحبه بها العوام من أتباعه.
- إن عدم الدليل الصحيح جعل النصارى يحرفون في طبعات الأناجيل، ومن ذلك إضافتهم نص التثليث الصريح الوحيد في يوحنا 1-5/7 ومثله وقع التحريف في قول بولس: «الله ظهر في الجسد» تيموثاوس 1-3/16 فالفقرة كما قال المحقق كريسباخ: محرفة، إذ ليس في الأصل كلمة «الله» بل ضمير الغائب «هو» ، ومن الممكن أن يعود على الله أو على غيره.
ومثله جاء في التراجم القديمة «عظيم هو سر التقوى الذي ظهر في الجسد » فأحالته الترجمات الحديثة إلى دليل على الحلول الإلهي بالمسيح، فقالوا: «عظيم هو سر التقوى، الله ظهر في الجسد)» تيموثاوس 1-3/16.

نصوص نسبت إلى المسيح الألوهية والربوبية


ويستمسك النصارى بالألفاظ التي أطلقت على المسيح لفظ الألوهية والربوبية، ويرونها دالة على ألوهية المسيح، وفي أولها أنه سمي يسوع، وهي كلمة عبرانية معناها: يهوه خلاص.
ومن ذلك ما اعتبروه نبوءة عنه في إشعيا «لأنه يولد لنا ولد، ونعطى ابناً، وتكون الرياسة على كتفه، ويدعى اسمه عجيباً مشيراً إلهاً قديراً أباً أبدياً رئيس السلام، لنمو رياسته وللسلام، لا نهاية على كرسي داود وعلى مملكته، ليثبتها ويعضدها بالحق والبر من الآن إلى الأبد.» إشعيا9/6).
كذا في قول داود: «قال الرب لربي: اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئاً لقدميك. يرسل الرب قضيب عزك من صهيون. تسلط في وسط أعدائك. شعبك منتدب في يوم قوتك في زينة مقدسة من رحم الفجر لك طل حداثتك، أقسم الرب ولن يندم: أنت كاهن إلى الأبد على رتبة ملكي صادق» المزمور 110-1/4)، فسماه داود رباً.
كما يرى النصارى نبوءة أخرى دالة على ألوهية المسيح في قول إشعيا: «لكن يعطيكم السيد نفسه آية، ها العذراء تحبل وتلد ابناً، وتدعو اسمه عمانوئيل» إشعيا 7/14).
ويرون تحققه بالمسيح كما بشر الملاك يوسف النجار خطيب مريم «فستلد ابناً وتدعو اسمه يسوع، لأنه يخلّص شعبه من خطاياهم. وهذا كله كان لكي يتم ما قيل من الرب بالنبي القائل: هوذا العذراء تحبل وتلد ابناً، ويدعون اسمه عمانوئيل، الذي تفسيره الله معنا» متى 1/18-23)، فتسميته الله معنا دليل - عند
المسيح حسب النصارى - على ألوهيته.
ومثله جاء في العهد الجديد قول بولس : «جسد الكائن على الكل إلهاً مباركاً إلى الأبد» رومية9/5) ومثله قول توما للمسيح: «ربي وإلهي » يوحنا 20/28)، كما قال بطرس له: «حاشاك يا رب» متى 16/22)، وقال أيضاً: «هذا هو رب الكل» أعمال 10/36)، وجاء في سفر الرؤيا عن المسيح: « وله على ثوبه وعلى فخذه اسم مكتوب : ملك الملوك ورب الأرباب» الرؤيا 17/14) وغير ذلك من النصوص مما أطلق على المسيح كلمة رب أو إله، فدل ذلك عندهم على ألوهيته وربوبيته.

الأسماء لا تفيد ألوهية أصحابها


لكن هذه الإطلاقات ما كان لها أن تجعل من المسيح رباً وإلهاً، إذ كثير منها ورد في باب التسمية، وتسمية المخلوق إلهاً لا تجعله كذلك. فقد سمي بولس وبرنابا آلهة لما أتيا ببعض المعجزات «فالجموع لما رأوا ما فعله بولس رفعوا أصواتهم قائلين: إن الآلهة تشبهوا بالناس ونزلوا إليالناس» أعمال 14/11)، فقد كان من عادة الرومان تسمية من يفعل شيئاً فيه نفع للشعب :إلهاً، ولا تغير التسمية في الحقيقة شيئاً، ولا تجعل من المخلوق إلهاً، ولا من العبد الفاني رباً وإلهاً.
وقد سمي إسماعيل بهذا الاسم العبراني، ومعناه: «الله يسمع» ، ومثله يهوياقيم أي: «الله يرفع» ، ويهوشع «الرب خلص» ، وغيرهم … ولم تقتض أسماؤهم ألوهيتَهم.
وجاء في سفر الرؤيا: «من يغلب فسأجعله في هيكل إلهي، ولا يعود يخرج إلى خارج، وأكتب عليه اسم إلهي واسم مدينة إلهي- أورشليم الجديدة -النازلة من السماء من عند إلهي واسمي الجديد» الرؤيا 3/12)، وجاء في التوراة: «فيجعلون اسمي على بني إسرائيل» العدد 6/27)، ومع ذلك فليسوا آلهة.



الله واحد أم ثلاثة_د. منقذ بن محمود السقار

المسانل المسكتات المسالة الأولى من المسكتات

 المسانل المسكتات المسالة الأولى من المسكتات وأول المسائل المسكتات أنا نسأل النصارى عن هذ ا التوحيد ) 1 ( الذي شرحته والإيمان الذي وصفته ، ه...